إكتّشف | الأحد - 15 / 06 / 2025 - 8:10 ص
أصبحت أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) ضرورة استراتيجية لنجاح الشركات، مهما كان حجمها أو مجال عملها. إذ تتيح هذه الأنظمة دمج مختلف العمليات — من الشؤون المالية والموارد البشرية، إلى إدارة المخزون — في منصة واحدة متكاملة، ما يُسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية ورفع مستويات الإنتاجية.
ومع تسارع وتيرة الابتكار التكنولوجي، برز نموذجان أساسيان لتطبيق هذه الأنظمة: الحلول السحابية، والحلول المحلية (On-Premise).
ويُعد اختيار أحد هذين النموذجين قرارًا محوريًا للفنيين، لما له من انعكاسات مباشرة على البنية التقنية، والجدوى الاقتصادية، ومستوى الأمان، فضلًا عن قابلية النظام للتوسّع والنمو.
يقدّم هذا المقال مقارنة بين الحلول السحابية والمحلية، وذلك لمساعدتك على اتخاذ القرار الأمثل الذي يتماشى مع احتياجات مؤسستك وتطلعاتها المستقبلية.
تشير الحوسبة السحابية إلى القدرة على الوصول إلى البيانات والبرمجيات والخدمات عبر الإنترنت، بدلًا من الاعتماد على تخزينها أو تشغيلها على جهاز محلي أو خادم داخلي.
ونتيجة لذلك، أصبحت الشركات قادرة على تجنب الاستثمار في شراء أجهزة باهظة الثمن وتوظيف فرق متخصصة لصيانتها، حيث يمكنها الآن الاستفادة من موارد تقنية مرنة ومتاحة عبر الإنترنت، مع دفع مقابل ما تستخدمه فقط.
وقد أسهم هذا التحوّل الجذري في تمكين آلاف المؤسسات حول العالم من رفع كفاءتها التشغيلية، فضلًا عن خفض تكاليفها بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تسريع وتيرة نموّها وابتكاراتها التقنية.
لم تعد السحابة مجرد خيار ثانوي، بل أصبحت أداة أساسية ومحورية للابتكار والنمو المستدام.
فمن ناحية، تتيح للشركات إطلاق خدمات جديدة بسرعة وكفاءة، ومن ناحية أخرى، تعزّز التعاون الفعال بين فرق العمل المنتشرة جغرافيًا.
وعلاوة على ذلك، تُسهم بشكل كبير في خفض التكاليف التشغيلية، مما ينعكس إيجابًا على قدرة الشركات على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
فيما يلي توضيح لأنواع الحلول السحابية الثلاثة، مع إبراز خصائص كل نوع والفئات التي تناسبها:
ترتكز السحابة على شبكة واسعة من الخوادم (Servers) المنتشرة في مراكز بيانات موزعة حول العالم.
فعندما تستخدم خدمات مثل (Google Drive أو Dropbox)، تكون بياناتك مخزنة بالفعل على تلك الخوادم، وبالتالي يمكنك الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان طالما توفر اتصال بالإنترنت.
كما تعمل السحابة وفق مبدأ “حسب الطلب”، إذ يطلب المستخدم ما يحتاجه من موارد — سواء كانت مساحة تخزين، أو قدرة حوسبة، أو برمجيات — ليتم توفيرها له فورًا دون الحاجة إلى عمليات تركيب أو إعداد معقدة، الأمر الذي يجعلها خيارًا مرنًا وسهل الاستخدام مقارنة بالأساليب التقليدية.
قد يتساءل البعض: ما الفرق بين الحلول السحابية والحلول المحلية (On-Premise)؟ وأيهما الأنسب لاحتياجات المؤسسات؟ نجيبكم من خلال الفقرات التالية!
تتباين الحلول السحابية (Cloud) والحلول المحلية (On-Premise) في عدد من الجوانب التي تؤثر بشكل مباشر على اختيار المؤسسات للنموذج الأمثل، حيث تشمل هذه الاختلافات البنية التحتية، ونموذج التكاليف، ومستوى الأمان، والمرونة، وغيرها من المعايير الحاسمة. وفيما يلي تحليل لأبرز الفروقات بين الخيارين:
تعتمد على تخزين البيانات وتشغيل التطبيقات عبر خوادم افتراضية تُدار بواسطة مُزوِّدي الخدمات السحابية كـ (AWS) و(Microsoft Azure) و(Google Cloud)، مع انتشار مراكز البيانات التابعة لهم على نطاق عالمي.
كما يُتيح هذا النموذج الوصول إلى الموارد عبر الإنترنت من أي موقع أو جهاز، دون قيود جغرافية.
تخزن البيانات وتُدار داخل البنية التحتية الخاصة بالمؤسسة، سواءً عبر خوادم محلية مُثبَّتة في غرف مخصصة داخل المقر، أو عبر مراكز بيانات تابعة لها.
ويشار هنا إلى أن الوصول إلى هذه الأنظمة لا يتم إلا من خلال الشبكة الداخلية للمؤسسة، أو يتطلَّب التواجد المادي داخل الموقع نفسه، مما يعزز التحكم المباشر في الموارد.
تعمل وفق مبدأ “الدفع حسب الاستخدام” (OPEX)، مما يُخفّض التكاليف الأولية، ويوفّر مرونة في إدارة النفقات بحسب الاحتياجات المتغيرة.
فضلًا عن ذلك، تُقلِّل من تكاليف الصيانة والتشغيل، نظرًا لعدم الحاجة إلى استثمارات مسبقة في البنية التحتية.
تتطلّب استثمارًا رأسماليًّا كبيرًا (CAPEX) مقدمًا لشراء الأجهزة وتجهيز البنية التحتية، إلى جانب تكاليف تشغيلية مستمرة تشمل الصيانة، واستهلاك الطاقة، وتحديث الأجهزة.
تتميّز بقدرتها العالية على التوسّع أو التقليل السريع للموارد حسب الطلب، ما يُتيح استجابة فورية لتغيّرات السوق أو ضغط العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يتولى مزوّد الخدمة مسؤولية التحديثات والصيانة تلقائيًّا.
يتطلّب التوسّع خطة مسبقة وشراء أجهزة إضافية، ما يستهلك وقتًا وجهدًا. كما تقع على عاتق الفريق الداخلي مسؤولية إدارة الترقيات والصيانة الدورية.
تستند إلى أنظمة أمان متقدمة تشمل التشفير، والمراقبة الدائمة، واكتشاف التهديدات. ومع ذلك، فإن نموذج الأمان قائم على “المسؤولية المشتركة”، حيث يؤمّن المزوّد البنية التحتية، بينما تتحمّل المؤسسة مسؤولية بياناتها.
الحلول المحلية
تُوفّر تحكّمًا شاملاً في إجراءات الأمان داخل المؤسسة، ما يجعلها خيارًا مفضّلًا للقطاعات التي تتعامل مع بيانات بالغة الحساسية أو تخضع لقوانين صارمة. إلّا أنّ فعاليتها ترتبط بمستوى خبرة الفريق التقني الداخلي.
السحابة
تُقدّم مستوى عاليًا من الجاهزية التشغيلية عبر اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs)، مدعومةً بشبكات احتياطية موزّعة جغرافيًّا لضمان الاستمرارية أثناء الأزمات.
لا تعتمد على الاتصال بالإنترنت، مما يقلّل من تأثير الانقطاعات، لكنها أكثر عرضة للمخاطر في حال وقوع كوارث في موقع الخوادم المركزي.
تُقدّم خيارات تخصيص محدودة، خصوصًا في نماذج البرمجيات كخدمة (SaaS)، كما قد تُطبّق التحديثات تلقائيًّا دون موافقة مسبقة من المستخدم.
تُتيح تحكّمًا كاملًا في جميع جوانب النظام، مما يُمكّن المؤسسة من تخصيص الحلول وفق متطلباتها الدقيقة، وتحديد توقيت تنفيذ التحديثات.
مع الانتشار الواسع لنمط العمل الهجين والعمل بُعد، أصبحت الحلول السحابية تحتل الصدارة كخيارٍ استراتيجي بديلًا للأنظمة التقليدية، وذلك نظرًا لمزاياها الاستراتيجية التي تتوافق بشكلٍ مثالي مع متطلبات التحول الرقمي المتسارع.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا تقتصر الحلول المتقدمة التي تقدمها شركات مثل “لوجيكس” على تمكين الوصول الفوري والآمن إلى البيانات المالية من أي موقع جغرافي فحسب، بل تمتد فوائدها لتشمل:
يعتمد اختيار النموذج الأمثل على جملة من العوامل، أبرزها طبيعة البيانات، ومتطلّبات الامتثال التنظيمي، والقدرات التقنية، إضافةً إلى الميزانية المتاحة.
ومن هذا المنطلق، تتّجه كثير من المؤسسات إلى اعتماد النموذج الهجين (Hybrid Cloud)، لما يُتيحه من توازن فعّال بين مرونة الخدمات السحابية، وسيطرة الحلول المحلية.
هل تسعى لموازنة مثالية بين الحلول السحابة والمحلية؟ اختر النموذج الهجين المُخصص لطبيعة بياناتك من لوجيكس!
تواصل معنا اليوم لبناء حل سحابي فعّال ينقل مؤسستك إلى المرحلة التالية!