إكتّشف | الخميس - 14 / 11 / 2024 - 12:51 م
تعد عملية تسعير الخدمة أو المنتج واحدة من أهم القرارات الاستراتيجية التي تواجه أي شركة أو مؤسسة. فالتسعير لا يؤثر فقط على ربحية المشروع ونموه، بل يمتد تأثيره إلى جميع الجوانب المحاسبية والمالية للمؤسسة. ومن ثم، فإن فهم كيفية تحديد السعر بطريقة صحيحة ومتوازنة يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان استدامة النشاط التجاري وللاستفادة من استراتيجية التسعير الصحيحة ننصحك بقراءة مقال دع عميلك يضع استراتيجية التسعير بنفسه!
تعتبر إستراتيجية التسعير في نظام لوجيكس بمثابة الإطار الذي يوجه القرارات المتعلقة بتحديد الأسعار بهدف تحقيق الأهداف التجارية والمالية. تتعدد طرق تحديد الأسعار، وتختلف بحسب السوق، والمنتج أو الخدمة المقدمة، والمنافسة، والتكاليف، بالإضافة إلى الفئة المستهدفة. في هذا السياق، يمكن تقسيم إستراتيجيات التسعير إلى عدة أنواع رئيسية:
يعتمد هذا النوع من التسعير نظام لوجيكس على إضافة هامش ربح ثابت على التكلفة الإجمالية لإنتاج الخدمة أو المنتج. هذه الطريقة تعتبر الأكثر شيوعًا في الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات ذات تكلفة ثابتة نسبيًا. ولكن من عيوبها أنها لا تأخذ بعين الاعتبار مرونة السوق أو القوة الشرائية للعملاء.
في هذه الإستراتيجية، يتم تحديد السعر بناءً على القيمة التي يراها العميل في المنتج أو الخدمة. يعتمد هذا النوع على الفوائد المتوقعة التي سيحصل عليها العميل مقارنة بالتكلفة التي سيتكبدها. هذه الإستراتيجية تتطلب فهما عميقًا لاحتياجات السوق وقوة العلامة التجارية.
يعتمد التسعير التنافسي على الأسعار السائدة في السوق. الشركات التي تعتمد هذه الإستراتيجية تقوم بمراقبة أسعار منافسيها وتحدد أسعارها بما يتناسب مع تلك الأسعار، إما بتقليدها أو بمحاولة التفوق عليها بإضافة قيمة إضافية.
يهدف هذا النوع من التسعير إلى التأثير على شعور العملاء نحو السعر. على سبيل المثال، تحديد سعر 99.99 ريال بدلاً من 100 ريال يشير إلى أن السعر أقل بشكل ملحوظ، رغم أنهما متقاربين جدًا.
يستخدم هذا النوع من التسعير بشكل مؤقت لتعزيز المبيعات أو زيادة الحصة السوقية. يتم تحديد الأسعار لفترة معينة مع تقديم عروض أو تخفيضات تجذب العملاء.
لا يقتصر تأثير التسعير على العمليات التسويقية فقط، بل يمتد إلى الجوانب المحاسبية والمالية للمؤسسة. فالتسعير له تأثير مباشر على العديد من العناصر المحاسبية التي تشمل الإيرادات، التكاليف، الأرباح، والضرائب. فيما يلي أهم التأثيرات المحاسبية الناتجة عن تحديد السعر:
التسعير يحدد في الأساس الإيرادات المتوقعة من المبيعات. فكل تعديل في السعر يؤدي إلى تعديل في الإيرادات المحققة. على سبيل المثال، زيادة الأسعار قد تؤدي إلى زيادة الإيرادات في حالة عدم تأثر حجم المبيعات بشكل كبير، أو قد تنخفض الإيرادات في حال تسببت الزيادة في انخفاض الطلب.
التسعير يؤثر بشكل غير مباشر على كيفية التعامل مع التكاليف. في حالة اعتماد إستراتيجية التسعير القائمة على التكلفة، ستعتمد الأرباح على قدرة الشركة في التحكم بتكاليف الإنتاج. التسعير المرتفع قد يسمح بتغطية التكاليف الثابتة والربحية العالية، بينما التسعير المنخفض قد يضغط على الهامش الربحي، ما يتطلب تحسين الكفاءة التشغيلية.
التسعير يحدد الهامش الربحي، وهو الفرق بين الإيرادات والتكاليف. تسعير المنتج أو الخدمة بسعر غير مدروس قد يؤدي إلى هوامش ربح منخفضة، ما يحد من قدرة المؤسسة على تغطية نفقاتها الثابتة والمتغيرة. لذا، من الضروري تحليل الربحية بشكل دوري باستخدام مؤشرات مثل العائد على الاستثمار (ROI) و الهامش الإجمالي، لضمان تحقيق الربح المستدام.
التأثير المباشر للتسعير على الإيرادات يعنى أيضًا التأثير على التدفقات النقدية. الزيادة في المبيعات تؤدي إلى زيادة في النقد المتاح. هذا بدوره يؤثر على قدرة الشركة في دفع الضرائب أو سداد ديونها في الوقت المحدد. كما أن الشركات التي تعتمد على تسعير منخفض بشكل مستمر قد تواجه صعوبة في الحفاظ على السيولة النقدية اللازمة للعمليات اليومية.
نقطة التعادل هي المستوى الذي لا تحقق فيه الشركة أرباحًا أو خسائر، حيث تكون الإيرادات مساوية للتكاليف. نظام لوجيكس تحديد التسعير الجيد يساعد في تحديد هذه النقطة بشكل أكثر دقة. إذا كان السعر منخفضًا جدًا، فإن الشركة قد تحتاج إلى بيع عدد كبير من المنتجات لتغطية التكاليف، في حين أن التسعير المرتفع قد يعني تحقيق الربح بشكل أسرع لكن مع انخفاض في حجم المبيعات.
التسعير السليم في نظام لوجيكس يساعد في تحسين التنبؤات المالية للشركة. إذا كان السعر يتم تحديده بناءً على دراسة وافية للسوق والتكاليف، ستكون التنبؤات المالية (مثل الإيرادات المستقبلية والتكاليف والربحية) أكثر دقة، مما يسهل التخطيط المالي واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
عند قيام إدارة أي شركة أو مؤسسة بوضع نموذج تسعير منتج أو خدمة تضع أمامها مجموعة من الأهداف التي تتحكم في تحديد الأسعار بحسب رؤيتها، ومن أبرز أهداف تسعير المنتجات والخدمات ما يلي:
حيث يهدف التسعير في نظام لوجيكس إلى إيجاد سعر يناسب المستهلكين فيجعلهم متمسكين بالمنتج أو الخدمة برغم المنافسة الشديدة التي يلقاها في السوق؛ فيبقى المنتج لأطول فترة ممكنة في السوق، ويثبت جذوره بشكل قوي، ثم بعد ذلك يمكن إعادة النظر في عملية التسعير بعد أن يكون كوّن قاعدة جماهيرية كبيرة له.
تسعى كل شركة إلى زيادة هامش ربحها من بيع منتجاتها أو خدماتها وذلك بناءً على حالة العرض والطلب في السوق ومدى جودة المنافس؛ لذلك حرصنا في نظام لوجيكس إذ يكون العرض على خدمة ما مرتفعًا فإن ذلك سيتبعه ارتفاعًا في سعرها أيضًا.
أحيانًا تقوم بعض الشركات بتحديد أسعار منخفضة لمنتجاتها وخدماتها؛ وذلك للسيطرة على عمليات الشراء في السوق وتحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات من خلال زيادة الطلب على منتجاتها؛ مما يترتب عليه في النهاية انخفاض تكلفة الإنتاج في الشركة.
إذا طرحت شركة لوجيكس فكرة أو منتج مبتكر في السوق فإنها تحدد له سعرًا مرتفعًا؛ بداعي ارتفاع تكلفة الإنتاج لتوفير كل تلك المميزات في منتج واحد، تمامًا مثلما تفعل شركات الأجهزة التكنولوجية الكبيرة.
في النهاية، يُعد التسعير عنصرًا حيويًا في نجاح أي عمل تجاري، وله تأثيرات كبيرة على الأداء المالي والربحية. يُساعد اختيار الإستراتيجية السليمة في تحديد أسعار المنتجات أو الخدمات في تحقيق التوازن بين جذب العملاء وضمان استدامة الأرباح. وعلى الجانب المحاسبي، فإن التسعير يؤثر على الإيرادات والتكاليف وتحليل الربحية والسيولة النقدية، مما يستدعي ضرورة التوازن بين الإستراتيجيات التسويقية والتحليل المحاسبي لضمان اتخاذ قرارات مالية سليمة تدعم نمو الشركة على المدى الطويل.