إكتّشف | الإثنين - 13 / 05 / 2024 - 3:23 م
نقطة التعادل ليست كافية (حتى في المحاسبة!) في دراسة*، طرح السؤال التالي على أصحاب الشركات الصغيرة: ما أبرز محطة تتمنون رؤية شركتهم فيها؟
فأجاب (91%) منهم: تحقيق الربحية.
إجابة بديهية، صحيح؟ لكن، قبل أن تتمكن أي شركة من تحقيق أرباح، أليس من “المنطقي” أن توازن الإيرادات مع النفقات؟
أو ما يُسمى “تحقيق نقطة التعادل”. كيف نفعل ذلك؟ هذا ما سنناقشه تاليًا.
أو ربما يجدر بيّ قول: كيف تحدد النقطة التي يتحول بعدها الاستثمار التجاري “Business investment” إلى الربحية؟
الإجابة باختصار: عبر [تحليل نقطة التعادل Break-even analysis].
أعلم أنك دقيق الملاحظة، لذا ستسألني: لماذا قلت “الاستثمار” وليس “المشروع” التجاري؟
ببساطة، لأن (مشروعك التجاري = شركتك) مؤلفة من منتجات/خدمات. ولمساعدة شركتك على تحقيق أقصى استفادة من جهودها والبقاء على المسار السريع نحو النمو. لا بدّ من تحليل نقطة التعادل لكلٍ من تلك المنتجات/الخدمات.
أتعلم؟ أظن الموضوع بحاجة لاستفاضة.
يمكن أن يعود تحليل نقطة التعادل -على النحو الصحيح- بفوائد عظيمة على شركتك. وإليك (3) منها:
إن إجراء تحليل التعادل يعني فحص نفقاتك بدقة متناهية. وبالتالي ستمتلك فكرة أوضح عن المدة التي يستغرقها استرداد استثمارك.
يساعدك تحليل نقطة التعادل على تجنب الدخول في استثمارات تجارية تنطوي على مخاطر كبيرة. بدءًا من المنتجات/الخدمات التي يتطلب تحقيق نقطة تعادلها وقتًا طويلًا، مرورًا بمصاريف الإنتاج الضخمة، وليس انتهاءًا بنفاد رأس المال -لا سمح الله- قبل تحقيقك أرباحًا!
بناءً على ما تجده، قد تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات على خطتك (أو حتى إلغائها تمامًا).
وبالمثل، قد تكتشف كيف يمكن لاستثمار معين أن يكون أكثر ربحية عن طريق خفض مصاريف محددة.
من خلال امتلاكك رؤية شاملة لما يتطلبه تحقيق نقطة التعادل، ستتمكن من التركيز على تعديل أسعارك دون زيادة النفقات. لا ننكر أن التسعير يشمل ما يتجاوز المصروفات، لكن بمقدور تحليل نقطة التعادل -على الأقل- توجيّهك في الاتجاه الصحيح.
رغم أهمية تحليل نقطة التعادل، إلا أنه ليس عصا سحرية، ولا يُفترض أن تراه كذلك.
لذا، لنلقي نظرة على (3) أيضًا من عيوب تحليل نقطة التعادل.
على عكس الشركات المعتمدة على المنتجات، يتعين على الشركات الخدمية تحديد (المتغيرات) قبل حساب نقطة التعادل.
على سبيل المثال، ما هي “وحدة المبيعات” في الشركة؟ بالنسبة للبعض، قد تكون (العملاء)، في حين تكون (ساعات الخدمة) بالنسبة للبعض الآخر.
كما ستحتاج إلى التمييز بشكل أكثر وضوحًا بين المصروفات الثابتة والمتغيرة، وقد لا يكون ذلك سهلًا. فيمكن الخلط بين (الأجر بالساعة) باعتباره مصروفًا ثابتًا لخدمة معينة، على الرغم من أنه يُفترض -تقنيًا- اعتباره مصروفًا متغيرًا لحساب نقطة التعادل.
لا يعني هذا عدم أهمية تحليل نقطة التعادل في شركتك الخدمية؛ وإنما أحاول لفت انتباهك لهذه التحديات الإضافية.
لأكون صريحًا، لا يوفر تحليل نقطة التعادل قيمة كبيرة للشركات التي لديها كتالوجات منتجات كبيرة ومتنوعة.
نظريًا، يمكنك حساب نقطة التعادل باستخدام متوسط السعر والتكلفة وحجم المبيعات لكتلة المنتجات. لكن هل يساعدك هذا -وحده- على تحديد طرق بيع أفضل لكل منتج؟ أشك!
وبهذا، سيُضطر فريقك لتحليل نقطة التعادل لكل منتج من منتجاتك. فهل لديه الوقت لذلك؟
بالطبع، شركتك لا تعمل في جزيرة معزولة؛ يمكن أن يحدث الكثير لإفساد توقعاتك:
يؤدي كل هذا إلى تقلّب مصاريفك وإيراداتك. وبالتالي، يثعيد حسابات نقطة التعادل الأولية للصفر.
أراهن أنك تنتظر هذه الجزئية على أحرّ من الجمر. حسنًا، بما أن خفض نقطة التعادل يعني تحقيق الربحية بشكل أسرع وأكثر كفاءة. فدعونا نرى كيف نفعلها!
ربما تدفع ثروة لقاء مستودع بمساحة لا تحتاجها. أو ربما تفرض خدمة الهاتف رسومًا كبيرة جدًا على الخدمة الشهرية.
والأسوأ: أنك ربما تدفع مقابل أداة أو خدمة لا تستخدمها حتى! وذاك يشمل البرنامج المتميز الذي تكتفي باستخدام ميزاته الأساسية. والقائمة تطول..
على أية حال، سيؤدي تقليل مصاريفك الثابتة -حتمًا- إلى تحقيق نقطة التعادل بشكل أسرع مما تتوقع.
مجددًا، تلك المصروفات التي لا تضيف أي قيمة إلى المنتج/الخدمة التي تقدمها.
بشكل عام، الهدف هو توفير نفس القيمة لعملائك مع تحسين العمليات اللازمة للقيام بذلك في نفس الوقت.
زِد سعر منتجك، وسيقل عدد المبيعات اللازمة للوصول إلى نقطة التعادل. لست هنا لأخبرك هذه المعلومة البديهية، بل لأنبّهك إلى ضرورة الترويّ في تحديد الأسعار الجديدة؛ إذ في حال بالغت، ربما تخاطر برؤية انخفاض كبير في المبيعات. ومع انخفاض الطلب، سيصعب عليك الوصول لنقطة التعادل.
قد يكون رفع هوامش ربحك، على صعوبته، خيارًا أفضل من مجرد زيادة الأسعار.
يتضمن ذلك إلقاء نظرة موضوعية على أسعارك ومصروفاتك والقيمة التي تقدمها لعملائك. ومن خلال هذا الفهم الأكثر شمولاً لكيفية ارتباط كل منها ببعضها البعض، يمكنك بعد ذلك تحديد هامش الربح الذي يقلل من نقطة التعادل دون التأثير سلبًا على الطلب.
ببساطة: كلما حققت نقطة التعادل أسرع، وصلت شركتك الأرباح مرحلة تحقيق الربحية. وكما اتفقنا أعلاه، إحدى الطرق الرئيسية لفعل ذلك هي تقليل تكاليف التشغيل عن طريق تبسيط عملياتك.
وهنا يأتي دور نظام لوجيكس للإدارة المالية.
يمكن أن يساعدك نظامنا على تقليل الموارد اللازمة لإدارة الفواتير وكشوف المرتبات. عند تحسين هذه العمليات، ستلاحظ انخفاضًا كبيرًا في النفقات العامة، مما سيؤدي بدوره إلى تسهيل الوصول إلى نقطة التعادل.
———-
*) بالمناسبة، هل تذكر الدراسة في بداية التدوينة؟ لقد اختلقناها للتو!